"طفلنا على طيف التوحد ، ما الآن؟

11.7.2023

"طفلنا على طيف التوحد ، ما الآن؟

خلال العقد الأخير، سُجلت  في إسرائيل وجميع أرجاء العالم، زيادة ملحوظة ومستمرة في تشخيص الأطفال على طيف التوحد.

بلا شك أن التشخيص المبكر يؤدي الى علاجات ناجعة أكثر. وتثبت الدراسات أن مثل هذا العلاج ربما يعمل على تحسين أداء الطفل بشكل كبير في جميع مجالات الحياة، كما يمنحه المزيد من الاستقلال في المستقبل.

في الشمال، يعمل مركز ميلمان المتخصص في تشخيص وعلاج أطفال على طيف التوحد، والذي مركزه في حيفا، مع عدة فروع التي تقدع علاجات في منطقة  كرميئيل ونيشر وكريات بياليك.  

منذ عدة سنوات، عالج فرع كرميئيل مئات الأطفال على طيف التوحد  في المنطقة الشمالية بأسرها: بداء من نهاريا وبلدات الجليل الغربي وغوش مسغاف وصولاً إلى صفد، ومستوطنات الجليل السفلي والناصرة ومرج ابن عامر وإصبع الجليل ومرتفعات الجولان في الشمال.

في مركز ميلمان ، يجري العمل على نموذج علاجي فريد من نوعه، بناءً على مفهوم نفسي تطوري، والذي يشير إلى مجموعة متنوعة من الصعوبات التطورية لأطفال على طيف التوحد. ويعتبر أهالي الأطفال شركاء فعالين في العلاج ويتلقون الإرشاد من المعالجين من مختلف المهن إلى جانب ارشاد مكثف من المعالجيين النفسيين / الأخصائيين الاجتماعيين المرافقين للعائلة.

إذا كنتم والدين لأطفال على طيف التوحد، فيجب أن تتعرفوا على مركز ميلمان.

"السماء وقعت علينا"

تعرفون ذلك الشعور بالتأكيد، عندما بدأت الأعراض بالظهور وقد بدأ معها خوفكم من استيعاب فكرة أن طفلكم يعاني من مشكلة. بعد أن أجريتم التشخيصات واجتزتم المراحل الأولى، أدركتم أنه يجب عليكم التعامل معها وأن العلاج المناسب سيساعد الطفل على التعلم والنمو والتطور.

لكن كيف نبدأ؟ إلى أين نتجه؟ وما هي الأطر المتاحة لكم خاصة أنكم آباء لأبناء يعانون من التوحد في منطقة كرميئيل والشمال؟

سنحاول هنا تقديم إجابات، بعد أن تلقينا دعوة للتعرف على الفرع في كرميئيل والأشخاص الذين يقفون وراء هذا النشاط المهم.

ترافق طواقم ميلمان العديد من الآباء في هذا المسار والذين يثب كل يوم أنه لا ينبغي للمرء أن يفقد الأمل، وقد قالت إحدى الأمهات، وهي أم لبالغ انهى سيرورة علاجاته في مركز ميلمان كرميئيل: "لقد مررنا برحلة مجنونة من الصعود والهبوط ، والتقدم والتراجع، والبكاء والضحك والأغاني والألعاب والألوان والأشكال. كان مركز ميلمان منزلاً دافئًا وآمناً بالنسبة لنا، بعد ثانية من شعورنا كأن السماء سقطت علينا. نحن محظوظون لأننا تعالجنا في مركز ميلمان ".

تقول نعمة تشري بن موشيه، وهي أخصائية اجتماعية ومعالجة نفسية، من سكان بلدة حرشيم، ومديرة مركز ميلمان: "ميلمان مكان يشعرني بالحماس في كل مرة، منذ مدة عشرين عامًا. اللقاء بين الطفل والوالدين والمعالجين، حتى لو لم يكن سهلاً في بعض الأحيان، فإنه يجلب أموراً مهمة تغير الحياة. نحن جميعًا شركاء في الدّرب، نتعلم ونتطور معًا ، لصالح الأطفال والعائلات".

الوالدان هما أهم الشخصيات في حياة الطفل

مركز ميلمان يعالج أطفال على طيف التوحد الذين تم تشخيصهم في سن الطفولة المبكرة منذ 33 عاما.

تأسس المركز من مفهوم علاجي مبتكر الذي يهدف لعمل, نظرة, تفكير مشترك بين الأهل والمعالجين في السيرورة العلاجية مع الأطفال.

يعتمد النموذج العلاجي الخاص والمكثف على مفهوم نفسي تطوري الذي ينظر للأهل كأهم الأشخاص على مدى حياة الطفل. في ضوء ذلك يعمل النموذج الخاص بتعاون كامل مع الأهل.

في كرميئيل، كما ذكر، يقدم الفرع علاجات لسكان المنطقة, يتميز بطاقم عمل مهني ومتنوع, طبيبة تطورية, معالجة نفسية, عاملية اجتماعية, معالجة نطق وتواصل, معالجة وظيفية, معالجة عاطفية بالفنون ومعالجة طبيعية. المعالجات من جميع انحاء المنطقة ومن كل المجتمعات, ويوفر علاج خاص بالمنطقة.

تقول شانينا كاسنتز- شتيرن، وهي أخصائية نفسية تربوية وتطورية مقيمة في كيبوتس أيالون، ومديرة فرع كرميئيل،: "في مركز ميلمان ، يعمل فريق صغير متعدد التخصصات في جو دافئ وحميم. حيث تتشكل تدريجياً علاقة داعمة بين العائلات والموظفين، مما يخلق مساحة آمنة تساهم بشكل كبير في العلاقة العلاجية. ويلتقي أولياء الأمور مع الآخرين الذين مروا بمسارات مشابهة لتلك التي يمرون بها ويتبادلون التجارب والمشاعر ويشعرون انهم ليسوا وحيدين في هذه الطريق. الطاقم المعالج متواجد كل الوقت, بالماسارات العلاجية التي تحدث بين اولاد وعائلتهم من أجل التدخل لمصلحة الوصول للأهداف العلاجية".

احدى المعالجات المخلصات والمهنيات بفرع كرميئيل هي المعالجة بالنطق والتواصل صفاء خادي-نصار من سكان عرابة, وهي تعمل في ملمان منذ سبع سنوات: " أنا مديرة طاقم بالاضافة الى كوني مرشدة. المفهوم العلاجي الذي نتبناه بميلمان هو مفهوم شامل نفسي, تطوري ودمجي, الذي يأخذ بالحسبان القدرات ونقاط القوة الى جانب الاحتياجات والصعوبات التطورية لدى أولاد على طيف التوحد بكل المجالات الحسية - حركية, تواصلي اجتماعي, عاطفي وعقلاني. نحن نؤمن أن للأهل وظيفة مركزية بالعلاج وكلاء مركزيين للتغيير لدى أولادهم".

"في فرع ميلمان كرميئيل، شعرنا بارتياح كبير"

كثرهم الأهالي لأولاد على طيف التوحد الذين مروا بالسيرورة العلاجية وطرق العلاج الخاصة والتي طورت بميلمان. العديد من ردود الفعل انه هناك اناس يعرفون كيفية مرافة الأهالي والأولاد يد بيد بالمسار الصعب.

"العلاج بمركز ميلمان كرميئيل بدء من شهر الى شهرين بعد تشخيص الابن في جيل 5.5 سنوات. شعرنا اننا وقعنا في أيدي الطاقم العلاجي, لأن الموضوع كان حديث وضائقتنا كأهل كانت كبيرة لكن كان هناك من استقبلنا بدءا من الاتصال التليفوني للمكتب ومن ثم ضمونا بسرعة للفرع المتفرغ وللطاقم الملائم هكذا تحدثت ام لابن تم تشخيصه على طيف التوحد ويتعالج بمركز ميلمان كرميئيل.

"طاقم المعالجات المتميز عمل كل ما باستطاعته حتى تكون البداية لابني أكثر ما يكون سهلة ولطيفة. السيرورة ابتدأت مع كثير من الأمل لعلاج لصعوبات والضائقة التي يواجهها الأهل والولد وهذا ما حدث: سريعا جدا ابتدئنا المشوار وتعلمنا معرفة البرنامج اليومي, الأغاني, القوانين واللغة الخاصة. غصنا الى داخل اللقائات العلاجية المكثفة ورأينا كيف ان اببنا يحب "ايام تواجده بميلمان" ويتقبل بمحبة الفرصة التي اتيحت له ومكنته أن يشعر بلأمان للبحث والتجربة لكي يتعرف على نفسه للمرة الاولى في حياته".

الأم تكمل حديثها: " أحسسنا براحة كبيرة بعد عدة سنوات من التساؤلات: مربيات, معالجات, مخاوف وشكوك, هنالك مشكلة, لا يوجد مشكلة, على طيف التوحد, ليس على طيف التوحد. وأخيرا هناك من يفهم الولد ويعرف كيف يفهمه مع مميزاته: قدراته وصعوباته, اللحظات الصغيرة, وكل التصرفات التي تميزه هو وحده.

خلال السنة الطاقم فعل كل ما يستطيع لكي يتعرف على الولد ويلائم أفضل الطرق العلاجية من أجله, وليعلمنا نحن الأهل لنتعرف على ابننا بشكل أفضل نتعرف على صعوباته وعلى نفسنا كأهل له. خلال سنة واحدة مررنا سيرورة صعبة مع تقدم وتراجع. بكاء, ضحك, أغاني وألعاب, ألوان وأشكال.

لو استطعنا لبقينا لمدة سنة اضافية لكن الطفل ترفع الى الصف الأول واضطررنا لانهاء العلاج.

تأثير العلاج والمعالجات الرائعات تأثيرهم مستمر عليه حتى اليوم والوسائل التي ذوتها على مدار السنة يعملون لخدمته وخدمتنا دائما.

ميلمان كان دائما بالنسبة لنا بيتا حميما وحاميا, لحظة بعد ما تلقينا الخبر, ونشعر بأننا محظوظين بوجود المركز وأننا حظينا على العلاج فيه".

يدعو مركز ميلمان في كرميئيل أهالي الأطفال على طيف التوحد للحضور والتعرف على الخدمات وطريقة العلاج الفريدة في كرميئيل.

لمزيد من التفاصيل >> رابط إلى الموقع  office@milmamcenter.org.il

هاتف 048227560

1. نعمة تشري بن موشيه، أخصائية اجتماعية، معالجة نفسية، من سكان حرشيم، مديرة مركز ميلمان.

 2. شانينا كاسنتس-شتيرن، أخصائية نفسية تربوية وتطورية، من سكان كيبوتس أيالون، مديرة فرع كرميئيل.

 3. صفاء خالدي نصار، أخصائية التواصل ومديرة الطاقم، من سكان عرابة.